الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة: .قال ابن جني: بسم الله الرحمن الرحيم قال عامر بن عبد الواحد: سمعت إماما لأهل مكة يقرأ: {أُولَئِكَ هُمْ خِيَارُ الْبَرِيَّةِ}. قال أبو الفتح: يجوز أن يكون خيار، جمع خير، فيكسر فيعل على فعال، كما كسر فاعل على فعال، نحو صائم وصيام، وقائم وقيام، ونظيره كيس، وكياس. ويجوز أن يكون جمع خائر، كقولك: خرت الرجل فهو مخير، وأنا خائر له، فيكون على هذا أيضا كقائم وقيام. ويجوز أن يكون جمع خبر الذي هو ضد الشر، كقولك: هذا الرجل مجبول من خير، ومطين2 من عقل. ويجوز وجه غير هذه، وهو أن يكون جمع خير من قولك: هذا خير من هذا وأصله أفعل: أخير، فيكسر على فعال. فقد جاء تكسير أفعل فعالا، قالوا: أبخل وبخال. اهـ. .قال الدمياطي: مدنية. وآيها ثمان حجازي وكوفي وتسع بصري وشامي. خلافها: آية {له الدين} بصري وشامي. مشبه الفاصلة موضعان: {المشركين} معا. وأمال {جاءتهم} ابن ذكوان وهشام بخلفه وحمزة وخلف. وعن الحسن {مخلصين} الآية 5 بفتح اللام ونصب {الدين} حينئذ على إسقاط الجار فيه. وأبدل همز {البرية} معا ياء مع التشديد كلهم إلا نافعا وابن ذكوان ومر في الهمز المفرد. اهـ. .قال عبد الفتاح القاضي: {تأتيهم}، {أمروا}، {الصلاة}، {ويؤتوا}، {خير}، {لمن خشي}، كله جلي. {البرية} معا قرأ نافع وابن ذكوان بياء ساكنة بعد الراء وبعد الياء همزة مفتوحة وحينئذ يكون المد متصلا وكل فيه على أصله والباقون بياء مشددة مفتوحة بعد الراء بقلب الهمزة ياء وإدغام الياء قبلها فيها. اهـ. .فصل في حجة القراءات: في السورة الكريمة: .قال ابن خالويه: قوله تعالى: {خير البرية} و{شر البرية} يقرآن بتحقيق الهمز والتعويض منه مع التليين فالحجة لمن حقق الهمز انه أخذه من برأ الله الخلق ودليله قوله: {هو الله الخالق البارئ} والحجة لمن ترك الهمز وشدد انه أراد الهمز فحذفه وعوض التشديد منه أو يكون اخذ ذلك من البرى وهو التراب كما قيل: . اهـ. .قال ابن زنجلة: {هم شر البرية هم خير البرية} 7، 6 قرأ نافع وابن عامر {خير البريئة} و{شر البريئة} بالهمز وحجتهما أنه من برأ الله الخلق يبرؤهم برءا والله البارئ والخلق يبرؤون والبريئة فعيلة بمعنى مفعولة كقولك قتيل بمعنى مقتول. وقرأ الباقون {خير البرية} بغير همز وهو من برأ الله الخلق إلا أنهم خففوا الهمزة لكثرة الاستعمال يقولون هذا خير البرية وشر البرية وإن كان الأصل الهمز. اهـ. .فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة: .قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم .[سورة البينة: الآيات 1- 3] .الإعراب: جملة: {لم يكن الذين...} لا محلّ لها ابتدائيّة. وجملة: {كفروا...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}. وجملة: {تأتيهم...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. 2- 3 {رسول} بدل اشتمال من البيّنة، {من اللّه} متعلق بنعت لـ: {رسول}، {فيها} متعلق بخبر مقدّم للمبتدأ {كتب}. وجملة: {يتلو...} في محلّ رفع نعت لـ: {رسول}. وجملة: {فيها كتب...} في محلّ نصب نعت لـ: {صحفا}. .الصرف: .[سورة البينة: الآيات 4- 5] .الإعراب: جملة: {ما تفرّق الذين...} لا محلّ لها معطوفة على الابتدائيّة. وجملة: {أوتوا...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}. وجملة: {جاءتهم البيّنة} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {ما}. 5- (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة، واستئنافيّة في الموضع الرابع {ما} نافية، و(الواو) في {أمروا} نائب الفاعل {إلّا} للحصر (اللام) للتعليل (يعبدوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام {مخلصين} حال منصوبة من فاعل يعبدوا {له} متعلق بـ: {مخلصين} {الدين} مفعول به لاسم الفاعل مخلصين {حنفاء} حال ثانية منصوبة.. والمصدر المؤوّل {أن يعبدوا} في محلّ جرّ باللام متعلق بـ: {أمروا}. {يقيموا} مضارع منصوب معطوف على {يعبدوا}، وكذلك {يؤتوا}.. وجملة: {ما أمروا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {ما تفرّق الذين}.. وجملة: {يعبدوا...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. وجملة: {يقيموا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {يعبدوا}. وجملة: {يؤتوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {يقيموا}. وجملة: {ذلك دين...} لا محلّ لها استئنافيّة. .[سورة البينة: آية 6] .الإعراب: جملة: {إنّ الذين كفروا...} لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: {كفروا...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}. وجملة: {أولئك... شر البريّة} لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة. .الصرف: .[سورة البينة: الآيات 7- 8] .الإعراب: جملة: {إنّ الذين آمنوا...} لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: {آمنوا...} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}. وجملة: {عملوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة. وجملة: {أولئك... خير البريّة} في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: {جزاؤهم... جنّات} لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: {تجري...} في محلّ نصب حال من {جنّات}. وجملة: {رضي اللّه...} لا محلّ لها استئنافيّة للدعاء. وجملة: {رضوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة {رضي اللّه}. وجملة: {ذلك لمن خشي...} لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: {خشي...} لا محلّ لها صلة الموصول (من). .الفوائد: قال العلماء: الرضا ينقسم إلى قسمين: رضا به، ورضا عنه. فالرضا به أن يكون ربّا ومدبّرا. والرضا عنه فيما يقضي ويدبر. قال السري: إذا كنت لا ترضى عن اللّه فكيف تسأله الرضا عنك، وقيل: رضي أعمالهم ورضوا عنه بما أعطاهم من الخير والكرامة. عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيّ بن كعب: «إن اللّه أمرني أن أقرأ عليك {لم يكن}». قال: وسماني؟ قال: «نعم»، فبكى. وفي رواية البخاري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب: «إن اللّه أمرني أن أقرئك القرآن». قال: اللّه سماني لك؟ قال: «نعم» قال: وقد ذكرت عند رب العالمين؟ قال: «نعم» قال: فذرفت عيناه، أما بكاء أبيّ فإنه بكى سرورا أو استصغارا لنفسه، أما تخصيص هذه السورة بالقراءة فإنها مع وجازتها جامعة لأصول وقواعد ومهمات عظيمة، وأما الحكمة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقراءة على أبيّ، فهي أن يتعلم أبيّ القراءة من ألفاظه صلى الله عليه وسلم، وضبط أسلوب الوزن المشروع وقدره، فكانت قراءته على أبيّ ليتعلم أبيّ منه لا ليتعلم هو من أبيّ، وقيل: إنما قرأ علي أبيّ ليتعلم غيره التواضع والأدب، وأن لا يستنكف الشريف صاحب الرتبة العالية أن يتعلم القرآن ممن هو دونه، وفيه تنبيه على فضيلة أبيّ والحث على الأخذ عنه وتقديمه في ذلك، فكان كذلك بعد النبي صلى الله عليه وسلم رأسا وأماما في القراءة وغيرها، وكان أحد علماء الصحابة رضي اللّه عنهم أجمعين. اهـ.
|